كيفية التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين: الأسباب والأعراض والعلاج

 كيف تساعد طفلك أو مراهقك على التغلب على القلق والخوف: الأسباب والأعراض والعلاج




اولا: مقدمة


يتناول هذا الموضوع كيفية التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين. يشرح الموضوع الأسباب الشائعة للقلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين، وكيفية التعرف عليها، وكذلك الطرق الفعالة للتعامل معها، سواء من خلال الدعم النفسي والعاطفي أو التدخل الطبي والعلاجي. ويؤكد الموضوع على أهمية التعامل المبكر مع القلق والخوف للوقاية من المشاكل النفسية في المستقبل.


- تعريف القلق والخوف


القلق هو حالة عاطفية طبيعية تشعر بها الأشخاص في مواجهة موقف معين يشعر فيهم بعدم اليقين أو الشك أو الخوف من حدوث شيء ما في المستقبل. بينما الخوف هو رد فعل عاطفي فوري ينشأ في حالة تهديد أو خطر فوري. وتتميز الحالات المرضية من القلق والخوف بأنها تكون مفرطة وغير متناسبة مع الواقع وتؤثر على حياة الفرد وعلى أدائه في الأنشطة اليومية.


- أهمية التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين


يعد التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين من الأمور الهامة جداً لعدة أسباب، منها:



1. تحسين الصحة النفسية: إذا تم التعامل مع القلق والخوف بشكل صحيح ومبكر، يمكن تحسين الصحة النفسية للأطفال والمراهقين والوقاية من الأمراض النفسية المستقبلية.


2. تحسين العلاقات الاجتماعية: قد يؤثر القلق والخوف على العلاقات الاجتماعية للأطفال والمراهقين ويمنعهم من التواصل بشكل جيد مع الآخرين، ويمكن تحسين هذه العلاقات من خلال التعامل الفعال مع القلق والخوف.


3. تحسين الأداء الأكاديمي: يؤثر القلق والخوف على أداء الأطفال والمراهقين الأكاديمي، وقد يمنعهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ويمكن تحسين الأداء الأكاديمي من خلال التعامل مع القلق والخوف.


4. الوقاية من الإدمان: يعتبر القلق والخوف من العوامل المؤثرة في الإدمان عند الأطفال والمراهقين، ويمكن الوقاية من الإدمان من خلال التعامل الفعال مع القلق والخوف.


بشكل عام، يؤثر التعامل المبكر والفعال مع القلق والخوف على جودة حياة الأطفال والمراهقين ويمكن الوقاية من الأمراض النفسية المستقبلية.



ثانيا:  الأسباب الشائعة للقلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين


الأسباب الشائعة للقلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين كثيرة ومتنوعة، ومن بين هذه الأسباب: الضغوط المدرسية، والمشاكل الأسرية، والتغيرات الجسدية والهرمونية، والمشاكل الاجتماعية والصداقات، والمخاوف الشخصية والمتعلقة بالمستقبل.


إن معرفة هذه الأسباب تعتبر ضرورية للتعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين بشكل فعال، حيث يمكن من خلالها تحديد الخطوات العملية المناسبة لمساعدتهم وتقديم الدعم اللازم لهم للتغلب على هذه الأسباب والتعامل معها بشكل صحيح. كما أنها تساعد على تفهم سلوكياتهم وتحديد ما يحتاجونه من الدعم والمساعدة للتخفيف من تأثير هذه الأسباب عليهم.


1- الضغوط المدرسية والأكاديمية


تعتبر الضغوط المدرسية والأكاديمية واحدة من الأسباب الشائعة للقلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين، خاصة في المراحل الدراسية الأولى والثانوية حيث يزداد الضغط النفسي عليهم لتحقيق النجاح الأكاديمي وتحقيق متطلبات الدراسة.


قد يشعر الأطفال والمراهقون بالضغط النفسي بسبب عدم القدرة على تحمل وتلبية التوقعات الأكاديمية والمدرسية، وقد يشمل ذلك الشعور بالخوف من الفشل، أو الشعور بالعجز، أو القلق من الاختبارات والمشاريع الكبيرة.


لذلك، يجب على الآباء والمعلمين والمستشارين الطلابيين والمرشدين التربويين العمل مع الأطفال والمراهقين لتحديد مصادر الضغط النفسي والعمل على تخفيفه، وتقديم الدعم والإرشاد والنصائح لمساعدتهم في إدارة وتخفيف الضغط المدرسي والأكاديمي. ويمكن ذلك من خلال تقديم خطط دراسية وتعليمية مناسبة للتلاميذ، وتحفيزهم على التعلم بطرق مختلفة وإيجابية، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة اللاصفية وتحسين مهارات التواصل والتعاون مع الآخرين.


2- المشاكل الاجتماعية والعلاقات الشخصية


تعتبر المشاكل الاجتماعية والعلاقات الشخصية أيضًا من الأسباب الشائعة للقلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين. يمكن أن تشمل هذه المشاكل التحدث إلى الآخرين، وبناء الصداقات، والتعرض للاستهزاء أو التنمر، والتعامل مع العلاقات العاطفية والشخصية.


قد يشعر الأطفال والمراهقون بالقلق والخوف من عدم القدرة على التكيف مع المشاكل الاجتماعية وبناء العلاقات الشخصية الصحية، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة. وقد يؤثر ذلك على نموهم النفسي والاجتماعي والعاطفي.


لذلك، يجب على الآباء والمعلمين والمستشارين الطلابيين والمرشدين التربويين العمل مع الأطفال والمراهقين لتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي الصحي. ويمكن ذلك من خلال توفير فرص التعلم الاجتماعي والتعليم على مهارات بناء العلاقات الشخصية والتحدث بثقة واحترام وتقبل الآخرين. كما يجب التركيز على تعزيز الثقة بالنفس والتحدث عن مشاعر الأطفال والمراهقين وتعليمهم كيفية التعامل مع المشاكل الاجتماعية بطريقة صحية وبناءة.


3- الأحداث المؤثرة والصادمة


تعتبر الأحداث المؤثرة والصادمة أحد الأسباب الشائعة للقلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين. يمكن أن تشمل هذه الأحداث العنف والحروب والطوارئ والكوارث الطبيعية والحوادث المرورية والتحرش والإساءة الجنسية.


قد يؤدي تعرض الأطفال والمراهقين لمثل هذه الأحداث إلى الشعور بالخوف والتوتر والقلق، وقد يعانون من الصدمة النفسية والاكتئاب والتهيج والعصبية.


لذلك، يجب على الآباء والمعلمين والمستشارين الطلابيين والمرشدين التربويين دعم الأطفال والمراهقين وتوفير الرعاية اللازمة لهم في مثل هذه الظروف. يمكن ذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والتأكيد على سلامتهم وتوضيح الوضع وتوفير المعلومات والموارد التي يحتاجون إليها للتعامل مع الأحداث المؤثرة.


كما يجب تقديم الرعاية اللازمة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من الصدمة النفسية والتهيج والعصبية بعد مثل هذه الأحداث، وذلك من خلال توفير المساعدة العلاجية والنفسية والدعم اللازم للتعافي.



ثالثا: كيفية التعرف على القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين



1- الأعراض الجسدية والنفسية للقلق والخوف


تظهر العديد من الأعراض الجسدية والنفسية لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف، ومن بين هذه الأعراض:


- الاضطرابات النفسية: يشعر الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق والخوف بالتوتر الدائم وعدم الارتياح النفسي، وقد يعانون من الشعور بالهلع والانفعالات الشديدة.


- الاضطرابات الجسدية: يعاني الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق والخوف من الأعراض الجسدية مثل الصداع والتعرق الزائد والغثيان والدوخة والتعب والألم في البطن.


- التفكير السلبي: يميل الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق والخوف إلى التفكير السلبي والتشاؤم والشك، وقد يصعب عليهم التركيز في المدرسة أو القيام بالأنشطة الروتينية.


- التغييرات السلوكية: يمكن أن يظهر الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق والخوف تغييرات في سلوكهم مثل الانعزال والتجنب الاجتماعي والتخفيف من النشاط البدني والرياضة.


تتفاوت شدة وتردد هذه الأعراض بناءً على الفرد ونوع القلق والخوف الذي يعاني منه. ومن المهم مراقبة الأطفال والمراهقين والاستجابة لهذه الأعراض بطريقة تشجعهم على التحدث عن مشاكلهم وتقديم الدعم اللازم لهم.



2- السلوكيات الشائعة لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف


تتفاوت السلوكيات التي تظهر عند الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف، وقد تشمل السلوكيات الشائعة ما يلي:


- التجنب: يحاول الأطفال والمراهقون الهروب من المواقف أو الأشخاص الذين يشعرون أنهم يسببون لهم القلق والخوف، ويفضلون الابتعاد عن الأماكن الجديدة أو المواقف الاجتماعية المحرجة.


- الحذر الزائد: يمكن للأطفال والمراهقين المصابين بالقلق والخوف أن يتحلى بالحذر الزائد في تفكيرهم وسلوكهم، حيث يرتبط ذلك بشعورهم بالخوف من المجهول أو الأماكن الغريبة.


- التفكير السلبي: يمكن للأطفال والمراهقين المصابين بالقلق والخوف أن ينخرطوا في التفكير السلبي الذي يزيد من مستويات القلق والتوتر، ويصعب عليهم تحديد الأمور التي تسبب لهم القلق والتوتر.


- السلوك الملتصق: يميل الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق والخوف إلى الالتصاق بأشخاص محددين يشعرون بأنهم يوفرون لهم الأمان والراحة، ويصعب عليهم الاستقلالية والتكيف في مواقف الحياة المختلفة.


- الاعتماد على التكنولوجيا: يميل الأطفال والمراهقون المصابون بالقلق والخوف إلى الاعتماد على التكنولوجيا والأجهزة الذكية كوسيلة للتخفيف من شعورهم بالقلق والتوتر، ويصعب عليهم التواصل الاجتماعي الحقيقي والتفاعل مع الآخرين.




رابعا: كيفية التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين


تعتبر مشكلة القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين أمرًا شائعًا، وقد يؤثر على حياتهم اليومية ويعيق نموهم الصحيح. ولذلك، من الضروري التعامل مع هذه المشكلة بشكل فعال وفي الوقت المناسب.

يجب أن يكون التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين بشكل مختلف عن الكبار، حيث يتطلب تقديم الدعم والمشورة بشكل حساس ولطيف. ومن المهم أن يتم التعامل مع الأسباب الكامنة وراء القلق والخوف، وتقديم الدعم النفسي والعاطفي اللازم للأطفال والمراهقين.

سيتم استعراض بعض الإرشادات والنصائح العامة حول كيفية التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين في الأجزاء اللاحقة من هذا المقال.


- الدعم النفسي والعاطفي


تقديم الدعم النفسي والعاطفي يمثل طريقة فعالة للتعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين. يشمل الدعم النفسي والعاطفي تقديم الدعم العاطفي والتشجيع على التعبير عن المشاعر والأفكار بشكل صحيح ومناسب.


يمكن أن يكون الدعم النفسي والعاطفي عبارة عن توفير وقت للأطفال والمراهقين للحديث والاستماع إليهم بدون التدخل أو التحكم في رؤيتهم. كما يمكن توفير بعض الأنشطة التي تساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر مثل الرياضة أو الفن.


كما يمكن أن يتضمن الدعم النفسي والعاطفي تقديم الدعم الإيجابي الذي يساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصحة العقلية. يمكن أن يتضمن هذا الدعم الإيجابي التشجيع على تحديد أهداف وتحقيقها، وتعليم مهارات التحكم في الضغوط وتطوير الذات.


يمكن أن يتم توفير الدعم النفسي والعاطفي من قبل العائلة، والأصدقاء، والمعلمين، والمرشدين والأطباء، حيث يمكن أن يكون لهم دور مهم في تحسين صحة الأطفال والمراهقين العقلية والعاطفية.



- الحوار والتواصل الفعال


الحوار والتواصل الفعال يعدان أيضًا من الأساليب الفعالة في التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين. يجب على الوالدين والمربين توفير بيئة آمنة ومفتوحة للحوار حول المشاعر والمخاوف التي يعاني منها الأطفال والمراهقون.


يمكن أن يساعد الحوار الصريح والصادق في فهم أسباب القلق والخوف وتقديم الدعم اللازم للطفل أو المراهق. ويمكن استخدام الحوار أيضًا لتقديم النصائح والإرشادات للتعامل مع المواقف المثيرة للقلق والخوف.


علاوة على ذلك ، يمكن استخدام التواصل الفعال للتحقق من فهم الطفل أو المراهق للمواقف المحفزة للقلق والخوف ولتأكيد دعمهم النفسي والعاطفي. يجب عدم التجاهل لمشاعر الطفل أو المراهق والاستماع بصورة جيدة إلى ما يقولونه ومحاولة فهم طبيعة مخاوفهم وكيفية تحسين مستوى راحتهم.


ومن المهم أن يتم تعزيز التواصل الفعال بين الأسرة والمجتمع، بمعنى توفير مساحات وأوقات مخصصة للتواصل بين الأسر ودعم بيئة المجتمع للتحدث عن المواضيع النفسية والعاطفية والتوعية حول أهمية الرعاية النفسية.



- تطوير الثقة بالنفس وبناء الشعور بالتحكم


لتطوير الثقة بالنفس وبناء الشعور بالتحكم لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف، يمكن القيام بالعديد من الأنشطة والتمارين التي تساعد على تحسين الشعور بالاستقلالية والقدرة على التحكم في الأحداث. من هذه الأنشطة:


1- تشجيع الطفل على تحديد الأهداف الصغيرة والتركيز على تحقيقها، ثم تقييم النتائج وإعطاء المكافآت.

2- تعليم الأطفال تقنيات التنفس العميق والاسترخاء، مثل الاستنشاق والزفير العميق والتخيل الإيجابي.

3- تشجيع الطفل على تحديد الأفكار السلبية والتعامل معها بشكل إيجابي وبناء تفكير إيجابي.

4- التشجيع على ممارسة النشاط البدني والتغذية الصحية، وتعليم الأطفال كيفية الاسترخاء وتفادي النمط الحياتي السيئ.

5- التشجيع على الكتابة في دفتر يوميات، حيث يمكن للأطفال والمراهقين تسجيل أفكارهم ومشاعرهم بشكل منتظم.

6- تشجيع الطفل على الانخراط في نشاطات تطوعية والعمل مع المجتمع.

يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في تعزيز الثقة بالنفس وبناء الشعور بالتحكم لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف.


- تقنيات التنفس والاسترخاء


تقنيات التنفس والاسترخاء هي وسائل فعالة لمساعدة الأطفال والمراهقين على التحكم في القلق والخوف. تشمل هذه التقنيات عدة أساليب، منها:


1- التنفس العميق: حيث يتم التركيز على التنفس العميق والبطيء، ويتم استنشاق الهواء من الأنف وإخراجه من الفم ببطء. وهذا يساعد على تخفيف التوتر والتوتر العضلي.


2- الاسترخاء التدريجي: يتم فيه تقسيم الجسم إلى أجزاء والتركيز على كل جزء على حدة، بدءًا من أصابع القدمين وصولاً إلى الرأس، ويتم التركيز على الاسترخاء والتخلص من التوتر في كل جزء من الجسم.


3- التأمل: حيث يتم التركيز على صورة مريحة أو عبارة مهدئة وتكرارها في الذهن بشكل منتظم، مع التركيز على الشعور بالهدوء والراحة.


تلك التقنيات يمكن تعليمها للأطفال والمراهقين من خلال جلسات تدريبية وممارسة الطرق المناسبة. ويمكن استخدام هذه التقنيات كأدوات يومية للتحكم في القلق والخوف والتوتر.



- التغييرات في النظام الغذائي والنوم


يمكن للتغييرات في النظام الغذائي والنوم أن تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والجسدية للأطفال والمراهقين. لذلك، ينصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وتجنب الأطعمة الضارة مثل السكريات والدهون المشبعة. كما ينبغي التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم، حيث إن النوم الكافي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الجسم والعقل.


وبالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف، ينصح بتجنب تناول المنبهات مثل القهوة والشاي، والاهتمام بتوقيت النوم وتحديد وقت النوم والاستيقاظ بشكل منتظم. ويمكن أيضاً استخدام بعض التقنيات البسيطة لتحسين جودة النوم، مثل الاسترخاء العضلي وتمارين التأمل.


لا يمكن تجاهل دور النظام الغذائي والنوم في تحسين الصحة العقلية والجسدية للأطفال والمراهقين، وينصح بتضمينهما كجزء من أي خطة للتعامل مع القلق والخوف.



خامسا: الاستشارة الطبية والعلاجية للأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف


تشير الدراسات إلى أن العديد من الأطفال والمراهقين يعانون من القلق والخوف بشكل متكرر ويمكن أن يؤثر ذلك على صحتهم العقلية والجسدية وعلى حياتهم اليومية بشكل عام. لذلك ، يمكن أن تكون الاستشارة الطبية والعلاجية خطوة مهمة للتعامل مع هذه المشاكل. وتهدف الاستشارة الطبية إلى تقييم الحالة الصحية العامة للطفل أو المراهق والبحث عن الأسباب المحتملة للقلق والخوف وتوجيه العلاج اللازم إن لزم الأمر. أما العلاج النفسي فيتضمن العديد من النهج المختلفة ، مثل العلاج السلوكي المعرفي وعلاج الحديث والعلاج الأسري ، وقد يساعد في تحسين الأعراض والتعامل مع القلق والخوف بشكل فعال.


- الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق


تُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق كعلاج للأطفال والمراهقين الذين يعانون من حالات قلق مرضية. ومع ذلك، ينبغي أن يتم وصف هذه الأدوية بواسطة طبيب متخصص في الصحة النفسية، ويتم تحديد الجرعة المناسبة وفترة الاستخدام اللازمة وفقًا لتقييم شخصي لحالة المريض. وعلى الرغم من أن هذه الأدوية قد تكون فعالة في علاج الأعراض، إلا أنها يجب أن تُستخدم بحذر بسبب الآثار الجانبية المحتملة والتي يجب مراقبتها بدقة خلال فترة الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة أي تغييرات في المزاج والسلوك بعد البدء في استخدام الدواء.


- العلاج النفسي والتحليل السلوكي المعرفي


العلاج النفسي والتحليل السلوكي المعرفي هما نوعان من العلاجات النفسية التي يمكن استخدامها في علاج القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين. يهدف العلاج النفسي إلى تحسين صحة العقل والنفس والسلوك عن طريق التحدث إلى مختص في الصحة النفسية. وتركز التقنيات المستخدمة في العلاج النفسي على مساعدة الأطفال والمراهقين على فهم مشاعرهم وتعلم كيفية التعامل معها بشكل أفضل.


أما التحليل السلوكي المعرفي، فهو عبارة عن علاج يعتمد على تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية والتصرفات الخاطئة المرتبطة بالقلق والخوف. وتشمل التقنيات التي يتم استخدامها في هذا العلاج تحديد وتغيير الأفكار السلبية والتصرفات المعتمدة على الخوف والقلق، وتعزيز الثقة بالنفس وتطوير مهارات التعامل مع الصعاب والتحديات.


يمكن استخدام هذين العلاجين بشكل منفرد أو مشترك، ويمكن أن يختار المعالج النوع الأنسب لكل حالة على حدة. إن التعاون بين الأطفال والمراهقين وأولياء الأمور والمعالجين يلعب دورًا حاسمًا في النجاح العلاجي، ويمكن للعلاج النفسي والتحليل السلوكي المعرفي أن يساعدوا في تحسين جودة حياة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف.


- الدعم الأسري والمشورة الأسرية


يعد الدعم الأسري والمشورة الأسرية جزءًا مهمًا من علاج الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف. يمكن للأسرة أن تكون مصدرًا قويًا للدعم النفسي والعاطفي، والمشورة الأسرية يمكن أن تساعد في تحسين العلاقات العائلية وفهم احتياجات الطفل أو المراهق بشكل أفضل. قد تتضمن المشورة الأسرية تعلم المهارات اللازمة لتعزيز الاتصال والتواصل الفعال داخل الأسرة وتقديم الدعم العاطفي للأطفال والمراهقين. كما يمكن أن تساعد المشورة الأسرية في إدارة الضغوط والتحديات التي يواجهها الأفراد في الحياة اليومية، وتوفير موارد ودعم للعائلة بأكملها.



سادسا: الخلاصة


- أهمية التعامل المبكر مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين


يعتبر التعامل المبكر مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين أمرًا مهمًا جدًا، حيث إن التشخيص والعلاج المبكرين قد يساعدان في تقليل تأثيرات هذه الحالة النفسية على حياة الطفل أو المراهق في المستقبل. فعندما يعاني الطفل أو المراهق من القلق والخوف، فإن ذلك يؤثر على نموه النفسي والاجتماعي والعاطفي، ويمكن أن يؤثر على تحصيله الدراسي ونجاحه في الحياة.


إذا لم يتم التعامل مع القلق والخوف في وقت مبكر، فقد يزداد حدة الأعراض ويؤدي إلى مشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب والإدمان. كما أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق والخوف يميلون إلى التفكير بالسلبية والتشاؤم، مما يؤثر على اتخاذهم القرارات والتفاعلات الاجتماعية.


لذلك، من المهم أن يتم التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين في وقت مبكر، سواء بالتحدث معهم وتقديم الدعم النفسي والعاطفي، أو باستشارة متخصصي الصحة النفسية لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.


- أهمية الدعم النفسي والعاطفي المستمر في التعامل مع القلق والخوف


يعتبر التعامل مع القلق والخوف لدى الأطفال والمراهقين من الأمور الحساسة والمهمة، حيث يتطلب ذلك اهتماماً ورعاية من الأسرة والمجتمع والمختصين في الصحة النفسية. ويمكن التعامل مع هذه المشكلة بعدة طرق مثل الدعم النفسي والعاطفي المستمر والحوار الفعال وتطوير الثقة بالنفس واستخدام تقنيات التنفس والاسترخاء والعلاج النفسي المناسب. ويجب التعامل مع القلق والخوف في وقت مبكر حتى يمكن تجنب المشاكل الصحية النفسية في المستقبل..
bassem reda
بواسطة : bassem reda
Writing topics is really great to provide what benefits the community and builds their culture and health, that's all I care about.
تعليقات